فصل: سنة ثمان وتسعين ومئة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.الشيخ: عبد الحي البكري:

من برانه – بلدة من أعمال دهلي – وكان من أحسنهم خبرة بالفقه الحنفي وأمرسهم بالكتب الدرسية.
قال في اليانع الجني: رأيت له رسالة في حث الناس على تزويج أياماهم وردعهم عن استقباح ذلك.
توفي في الغزوة المشهورة بأرض الأفاغنة. انتهى.
قلت: وكان من أخبار سيدي الوالد وليس له تأليف مستقل إلا هذه الفتاوى التي كتبها ويذكر عنها في الحوائج وله إجازة عن شيخنا وبركتنا: الشوكاني مكاتبة وهو أول من جاء بتأليفه إلى أرض الهند وأشاعه ثم تتابع الناس.
ومنهم: ابن أخيه: إسماعيل بن عبد الغني.
كان من أذكى الناس بأيامه وكان أشدهم في دين الله وأحفظهم للسنة يغضب لها ويندب إليها ويشنع على البدع وأهلها ومن مصنفاته: كتاب الصراط المستقيم في التصوف والإيضاح في بيان حقيقة السنة والبدعة ومختصر في أصول الفقه وتنوير العيني.
قال في اليانع الجني: انفرد فيها بمسائل عن جمهور أصحابه واتبعه عليها أناس من المشرق ومن بنجالة وغيرها أكثر عددا من حصى البطحاء.
وله كتاب آخر في التوحيد والإشراك فيه أمور في حلاوة التوحيد والعسل وأخرى في مرارة الحنظل فمن قائل: إنها دست فيه وقائل: إنه تعمدها – والله عالم بالسرائر-. انتهى.
وأقول: ليس في كتابه الذي أشار إليه وهو المسمى: برد الإشراك في العربية وبتقوية الإيمان بالهندية شيء مما يشان به عرضه العلي ويهان به فضله الجلي وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب اليانع الجني مصدرها تتلمذه بالشيخ: فضل حق الخير آبادي فإنه أول من قام بضده وتصدى لرده في رسائله التي ليست عليها آثاره من علم الكتاب والسنة وإن شئت زيادة الاطلاع على حاله ومآله فارجع إلى كتابنا: إتحاف النبلاء يتضح عليك ما تذهب به الشحناء من صدرك – إن شاء الله تعالى.
ومنهم: ابن بنته: الشيخ محمد إسحاق المهاجر.
يقال: إنه ولد على التقوى ترجمة المشكاة له معروفة مرغوب فيها على ما فيها من عوج وكذا بعض رسائل فارسية تنسب إليه نعم كان كثير العبادة قليل العلم غزير التقوى نزره الاطلاع على الفنون.
ومنهم: الشيخ جمال الدين المعروف: بحسن علي الهاشمي اللكنوي.
كان له خبرة في الحديث يعتني لعلومه.
واشتهر أنه كان شافعي المذهب رأيت له فتاوى بالفارسية على طريقة الفقهاء ولم يجد له عزما يمتاز به عن غيره.
وكان من أحباب سيدي: الوالد الماجد – رحمه الله – وقد تعقبه الوالد في بعض مسائله.
ومنهم: الشيخ: رشيد الدين خان الدهلوي.
كان فاضلا جامعا بين كثير من العلوم الدرسية وكان حسن العبارة دأبه الذب عن حمى أهل السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم صنف في الرد عليهم كتابه: الشوكة العمرية وغيرها مما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر ونجاره كشميري.
ومن رهطه: شيخي المفتي: صدر الدين خان بهادر.
ولي الصدارة بدهلي من جهة البرطانية – حكام الهند اليوم – فاستمر عليها إلى الفتنة.
وأخذ الحديث عن الشيخ المهاجر وله رسالة: منتهى المقال في شد الرحال.
قال في اليانع الجني: قد تأنق فيها – سلمه الله تعالى-. انتهى. أي: أتى بتحقيقات رائقة.
قلت: هذا غلط بحت بل زل فيها زلة عظيمة تنبئ عن قلة اطلاعه على أدلة المسألة وماجرياتها وقد رد عليه فيها بعض علماء الهند ويغني عن ذلك كله كتاب: الصارم المنكي في هذا الباب.
ومنهم: السيد حيدر علي الرامفوري.
نزيل تونك – رحمه الله – أخذ عن الشيخ: عبد العزيز المحدث وكان فاضلا جليلا جمع علم الطب إلى سائر علومه وكان يذب عن إسماعيل الشهيد.
قال في اليانع الجني: وله مع شيخنا أبي العلاء الفضل بن الفضل الخير آبادي مباحثات في شأن إسماعيل يحويها بطون مؤلفاتهما بدرت منه عند البحث بوادر وهاها العلماء.
توفي في المحرم مستهل عام القرطاس – رحمه الله-. انتهى.
قلت: والحق أن الحق في تلك المباحث بيد السيد لا بيد الشيخ كما يظهر من الرجوع إلى كتبهما عند نظر الإنصاف وقد رأيت أكثرها ولم أر السيد كما رأيت الشيخ وقد كتب على بعض كتب لي تقريظات حسنة وبالغ فيه في الثناء علي بما لست أهلا له.
ومنهم: الشيخ الفاضل: سلامة الله البدايوني.
ثم الكانفوري من ذرية عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق كان فقيها صوفيا شاعرا واعظا حصلت له الإجازة من قبل الشيخ عبد العزيز واجتمع معه في آخر عمره وكتب له أيضا الشيخ: رفيع الدين الإجازة بيده من قبل أخيه.
قال في اليانع الجني: وهو من أجلة أشياخي في الهند. انتهى. ثم أثنى عليه وذكر له تأليفات في: التصوف والشعر والرد على الرافضة.
وأقول: عداده عندنا من العلماء المبتدعين والفضلاء المريدين للدنيا المؤثرين لها على الآخرة – والله أعلم.

.السيد: محمد يوسف بن السيد: محمد أشرف الواسطي البلكرامي:

كان قسطاس المعقولات ونبراس المنقولات.
ولد في سنة 1116، وهو سبط: السيد عبد الجليل وابن خالة: السيد آزاد كسبا العلوم بالموافقة وسلكا جادة التحصيل بالمرافقة وقرأ الكتب الدرسية والفنون – من البداية إلى النهاية – على السيد: طفيل محمد – المتقدم ذكره – واللغة والسير على جدهما: السيد عبد الجليل والعروض والقوافي على السيد: محمد ثم اكتسب الهيئة والهندسة من: فضلاء دهلي حين رحل آزاد إلى الحرمين الشريفين وبايع السيد: لطف الله الحسيني الواسطي البلكرامي واستقام على الشرائع وأقام في الوطن ورمى الدهر آزاد إلى الدكن ثم توفي في سنة 1173، ودفن عند قدم جده – المذكور – له شعر حسن في اللسانين: العربي والفارسي منه:
لاحت لنا روضة راقت مباسمها ** وعارضت في السنا برق اليعاليل

فلا تخل تلك أوراد بسمن بها ** هن المصابيح في حمر القناديل

وله كتاب: الفرع النابت من الأصل الثابت في التوحيد الشهودي وقفت عليه فوجدته مفيدا في بابه خطيبا في محرابه أرخ له السيد آزاد بأبيات عربية ذكرها في: سبحة المرجان في آثار هندوستان.

.السيد: قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي:

كان قمرا طالعا في ميزان الشرع المبين وكوكبا ساطعا في أوج الشرف الرصين آباؤه من سادات خجند والسيد ظهير الدين منهم هاجر منها إلى الهند وتوطن في آمن آباد – من توابع لاهور – ثم ابنه: السيد محمد رحل إلى الدكن وكان ابنه: السيد عناية الله من العرفاء أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ: أبي المظفر البرهان فوري عن الشيخ: محمد معصوم عن أبيه: الشيخ أحمد السهرندي وتوطن ببلدة بالابور على أربع منازل من برهانفور وتوفي بها سنة 1117.
وابنه: السيد منيب الله المتوفي سنة 1161، كان من العرفاء أيضا وصاحب هذه الترجمة ولده الأرشد ولد سنة 1123، وساح في مناهج الفنون وبرع في العلوم العقلية والنقلية حتى صار في النقليات إماما بارعا وفي العقليات برهانا ساطعا حفظ القرآن وزان العلم بالعمل وراح إلى دهلي وسهرند وزار قبر المجدد ورحل إلى لاهور واجتمع بطائفة من العلماء والعرفاء في تلك البلاد ثم رجع إلى بالابور وجاء إلى أورنك آباد وانعقد الوداد بينه وبين السيد آزاد فكانا فرقدين على فلك الاتحاد ثم ارتحل إلى الحرمين الشريفين مع ابنيه الكريمين: ميرنور الهدى ومينور العلي ورجع إلى الهند ثم انتهض مع أهل بيته إلى أورنك آباد.
له: كتاب في مسألة الوجود سماه: مظهر النور بين فيه مذاهب العلماء ومسالك المتكلمين والحكماء ذكر طرفا منها السيد آزاد في السبحة وأرخ له بأبيات عربية أولها:
فاح عرف النسيم في السحر ** وأتاني بأطيب الخبر

توفي في أرونك آباد في سنة 1193، ودفن داخل البلد قال آزاد في تاريخ وفاته موت العلماء ثلمة.

.المين: نور الهدى بن السيد: قمر الدين:

نور هذا القمر الوقاد وثمر هذا الشجر المياد ولد في سنة 1153 بأورنك وتتلمذ من البدء إلى الغاية على أبيه وبرع في العلوم الدرسية وهو ابن ستة عشر سنة ثم حفظ القرآن الكريم وحج وعاد مع أبيه وعكف على التدريس والتصنيف وحرر شرحا على مظهر النور لوالده أورد آزاد شيئا من عبارة هذا الشرح في سبحة المرجان وأثنى عليه ثناء جميلا.

.السيد: غلام علي آزاد بن السيد: نوح الحسيني:

نسبا الواسطي حسبا البلكرامي مولدا ومنشأ والحنفي مذهبا الجشتي طريقة الملقب: بحسان الهند ذكر لنفسه الشريفة ترجمة حافلة بالعربية والفارسية في غالب كتبه.
وهذا خلاصتها:
ولد في الخامس والعشرين من صفر يوم الأحد سنة 1116، بمحروسة بلكرام وأتم تحصيل الكتب الدرسية – من البداية إلى النهاية – على السيد: طفيل محمد وأخذ اللغة والسير وسند الحديث المسلسل بالأولية وحديث الأسودين وإجازة أكثر كتب الحديث والشعر العربي والفارسي عن جده: القريب من جهة الأم السيد: عبد الجليل البلكرامي والعروض والقوافي عن خاله: السيد محمد وبايع السيد: لطف الله البلكرامي المتوفى سنة 1143، ورحل إلى البيت العتيق ولذلك قصة عريضة طويلة ذكرها في سبحة المرجان وتسلية الفؤاد وغيرهما بعبارة أحلى من العسل المصفى ومر في هذه الرحلة على بلدة بهوبال المحمية وقرأ بالمدينة المنورة صحيح البخاري على الشيخ: محمد حياة السندي وأخذ عنه إجازة الصحاح الستة وسائر مقروءاته وصحب الشيخ: عبد الوهاب الطنطاوي المصري المتوفى سنة 1157 وأخذ عنه فوائد جمة وعرض عليه تخلصه آزاد فقال: أنت من عتقاء الله تعالى فاستبشر بهذه الكلمة وأرخ لحجه بلفظ: عمل أعظم.
ورحل إلى الطائف وزار هناك قبر سيدنا: عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – ثم رجع إلى الهند وأرخ له لفظ: سفر بخير وألقى عصا التسيار بأورنك آباد وأقام في تكية الشاه: مسافر الغجدواني المتوفى سنة 1126 ه عند شاه محمود المتوفى في سنة 1175 سبعة أعوام وحصل بينه وبين نواب نظام الدولة: ناصر جنك خلف نواب نظام الملك: آصف جاه الموافقة فأحبه حبا شديدا ورفعه مكانا عليا وكان لا يدعه في الظعن والإقامة حتى فاز برتبة الشهادة في سنة 1164، وكان يوما راكبا على الفيل وآزاد أيضا على فيل آخر فأنشد:
هو ناصر الإسلام سلطان الورى ** أبقاه في العيش المخلد ربه

حاز المناقب والمآثر كلها ** جبل الوقار يحبنا ونحبه

ولم ينظم قط في مدح غني بيتا إلا هذين وكان نزيلا بأورنك آباد ثابتا في مقام الفقر والفناء مجتمعا كالمركز في دائرة الانزواء ولما توفي نظام الملك في سنة 1161، وتولى نظام الدولة رياسة الدكن بالغ في اختياره لمنصب من مناصب الإمارة فأبى ونفض الذيل عن الهبا وقال:
هذه الدنيا مثل نهر طالوت غرفة منه حلال والزيادة عليها حرام وأنشد:
عصابة أعطوا العافين سلطنة ** أن سلموني لنفسي فهو مغتنم

وله مصنفات: جليلة ممتعة مقبولة منها:
ضوء الدراري شرح صحيح البخاري إلى آخر كتاب الزكاة وقفت عليه وذكرت أوله في كتابي: الحطة بذكر الصحاح الستة وتسلية الفؤاد وسبحة المرجان وشفاء العليلي في المؤاخذات على المتنبي في ديوانه وغزلان الهند وسند السعادة وسرو آزاد وخزائنه عامرة ويده بيضاء وروضة الأولياء ومآثر الكرام وتاريخ بلكرام ورسائل أخر وديوانان وما ظهر في الهند قبله من يكون له ديوان عربي ومن يكون له عشر عربي على هذه الحالة وقرر نصاب القصيدة أحدا وعشرين بيتا إلى أحد وثلاثين وهي الدرجة الوسطى التي تريح الأسماع ولا تمل الطباع وجملة أشعاره في الدواوين: ثلاثة آلاف وأرسلها إلى بعض الفضلاء بالمدينة المنورة فعرضها على الروضة الخضراء وأوصلها إلى داخل شباك القبة الغراء والأمثلة المترشحة من قلمه في كتاب سبحة المرجان زائدة على ثلاثين ألف.
هذا آخر ما لخصته من كتابه المذكور وله الدواوين السبعة بالعربية تغزل فيها وأكثر من مدحه – صلى الله عليه وسلم – وهي موجودة عندي.
وله: مظهر البركات في البحر الفارسي واللسان العربي على وزن المثنوي أجاد فيه كل الإجادة وقد ذكرت ترجمته أيضا في كتاب: إتحاف النبلاء وأوردت طرفا صالحا من أشعاره الغراء.
وله: ثلاثة ديوان أخر غالبها مدح النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يعرف لأحد من علماء الهند من يكون له الشعر العربي بهذه الكثرة والمثابة وأعطي لقب: حسان الهند من جهة الأستاذ.
وتوفي في سنة 1194، في بلدة أورنك آباد ودفن بالموضع الذي يعرف: بالروضة – أحله الله تعالى في روضة الجنان وخصه بنعيم الروح والريحان.

.السيد: جان محمد البلكرامي:

هو ابن عم السيد: عبد الجليل العلامة الواسطي.
ولد في سنة 1083، وكان أبوه: السيد معين الدين صاحب دار العدالة ببلدة ملتان أقره على هذه ناظمها: نواب مكرم خان خلف نواب شيخمير في عهد عالمكير وحفظ القرآن وأخذ القراءة ثم رتع في رياض العلوم وارتقى بها إلى أعالي الغصون فحاول من كل فن طرفا صالحا وتناول من كل نوع وزنا راجحا واكتسب قلم النسخ في غاية الملاحة وكان يتكلم بالفارسية في نهاية الفصاحة ثم خرج من الوطن شوقا إلى الحج وذهب إلى بغداد وسر من رأى ومنها إلى نجف وكربلاء وطوس ومنها إلى البيت الحرام وأدى مناسك الركن والمقام وسار إلى المدينة وأقام بها متمنيا للموت وكان يجلس بالمسجد النبوي ويصحح المصاحف إلى أن توفي في سنة 1149، ودفن بالبقيع، ومدحه السيد آزاد بقصيدة بليغة في تسلية الفؤاد أولها:
حي الغمام بساكب هتان ** أرضا هناك أو أنس الغزلان

ومنها:
طوبى لقوم هاجروا وتوطنوا ** تلك الديار ومعادن الإيمان

وذكر فيها قصة هجرته إلى الحرمين وما وقع له في هذا البين.

.المولوي: فضل الحق العمري الحنفي الماتريدي الجشتي الخير آبادي.

ولد بها في سنة 1212، يرجع نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-.
تتلمذ على أبيه الفاضل: فضل إمام وسمع الحديث على الشيخ الأجل: عبد القادر بن مسند الوقت الشاه ولي الله المحدث الدهلوي وحفظ الكتاب في أربعة أشهر وفرغ عن اكتساب العلوم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وأخذ الطريقة عن: شاه دهو من الدهلوي وصار بارعا في: علم المنطق والحكمة والفلسفة والعربية والكلام والأصول والشعر ونظمه: يزيد على أربعة آلاف شعر وغالب قصائده مدح النبي – صلى الله عليه وسلم – وبعضها: في هجو الكفار والفساق.
أتته الطلبة للاشتغال عليه من بلاد بعيدة فدرس وأفاد وألف وأجاد إلى أن حبس على يد الإفرنج وأرسل به إلى جزيرة رنكون فتوفي بها ثاني عشر صفر من سنة 1278.
كان إمام وقته في العلوم الحكمية والفلسفية بلا مدافع غير أنه وقع في أهل الحق ونال منهم على تعصب منه وكان السبب في ذلك: قلة الخبرة منه بعلوم السلف وطريقتهم في الدين واتباعهم للأدلة الواردة عن سيد المرسلين مع ميل إلى البدع التي يستحسنها المقلدة ولذا انتقد عليه عصابة من علماء الحق تواليف في ذلك.
ومن مؤلفاته: رسالة: الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي وحاشية شرح السلم للقاضي مبارك وحاشية الأفق المبين لباقر داماد وحاشية تلخيص الشفاء لابن سينا والهداية السعيدية في الحكمة الطبيعية ورسالة في: تحقيق العلم والمعلوم والروض المجود في تحقيق حقيقة الوجود ورسالة في: تحقيق الأجسام ورسالة في: تحقيق الكلي الطبعي وفي التشكيك وفي الماهيات وتاريخ فتنة الهند إلى غير ذلك.
وله: نظم رائق وشعر فائق لولا انه أكثر فيه من التجنيس الذي ينبو عنه السماع وتأباه الطباع وقصائد وغزليات وتقاريظ وأدبيات جمعها الشيخ الأديب: جميل أحمد البلكرامي – المرحوم – في مجموع وشرح معانيها وقد رأيت الشيخ: فضل الحق بدهلي زمان الطلب وهو كهل في المسجد الجامع وقد أتى هناك لصلاة الجمعة وزيه زي الأمراء دون العلماء وكان بينه وبين أستاذي الشيخ العلامة: محمد صدر الدين خان الدهلوي – صدر الصدور بها – مودة أكيدة ومحبة شديدة لأنهما كانا شريكين في الاشتغال على أستاذ واحد وعلى أبيه الفاضل: فضل إمام ومع ذلك يسخط أستاذي عليه في بعض أموره.
منها: رده على الشيخ الحافظ الواعظ المحدث الأصولي الحاج الغازي الشهيد: محمد إسماعيل الدهلوي ويقول: لا أرضى منك ذلك وليس هذا بعشك ثم رأيت ولده: الفاضل الفلسفي المولوي الشيخ: عبد الحق بن فضل حق في سفري إلى دهلي في سنة 1294، فوجدته أيضا كهلا في العمر وبارعا في العلم ومهذبا في الخلق وقد كتب كراسة في الشرح لرسالتي في أصول الفقه المسماة: بحصول المأمول من علم الأصول وهي داله على سعة علمه في هذا الفن – حياه الله وبياه – والذي لا يرتضيه منه أهل العلم بالكتاب والسنة مشيه على طريقة أسلافه من: الانهماك في الفلسفة وما يليها وعدم المبالاة بالعلوم الإسلامية وما يضاهيها – والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ولطالما خطر ببالي أن أكتب كتابا مستقلا في: تراجم علماء الهند وفضلائها إلى أن سودت أوراقا في ذلك ثم شغلني عنها عوائق الزمان ولم يتيسر لي تهذيبها إلى الآن – ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا – فاقتصرت في هذا الكتاب – هذه الساعة – على ذكر جماعة خاصة منهم مشهورة وأعرضت عن ذكر الباقين – لا سيما المعاصرين – لوجوه ليس هذا موضع ذكرها كيف وليس في المعاصرين من يكون في طبقة الراسخين من العالمين؟

.المولوي: محمد باقر النائطي المدراسي:

المتخلص: بآكاه أصله من بيجابور وولد في ديلور في سنة 1158، كان عالما شاعرا يعرف العلوم العجيبة والفنون الغريبة لم يقم من كرنائك مثله في الفضائل الجليلة ولم يدرس في بلدة مدراس غيره من أهل الفواضل الجميلة له يد طولى في الأدب وبراعة كاملة في لسان العرب وقفت له على أبيات في الرد على الشيعة وكان شافعي المذهب.
مات – رحمه الله – في سنة 1220 الهجرية.

.الشاه: عبد القادر المتخلص: بمهربان المعروف: بالفخري:

أصله من السادة النقوية الساكنة بنيشابور انتقل بعض أسلافه إلى قصبة كنتور – من مضافات لكهنؤ – ووالده: السيد شرف الدين خان ألقى عصا التسيار ببلدة أورنك آباد واختص بقضاء بلدة روضة وهناك ولد الفخري في سنة 1143، وحفظ القرآن واكتسب العلوم العقلية والنقلية ودرس وطالع كتب: التفسير والحديث والتصوف حتى صار بارعا في ذلك كله ولبس خرقة الطريقة القادرية يتخلص مرة: بالفخري وأخرى: بمهربان له شعر مدون ذكر له أستاذه: آزاد ترجمة في تذكرته وأثنى على ذكائه وفطنته كثيرا جلس على كرسي الإفادة ومسند الإرشاد وأفنى عمره في هداية العباد وتكميل الزهاد.
ورحل في أواخر المائة الثانية عشر إلى مدراس وأقام بها مفيدا مفيضا وعظمه نواب والاجاه تعظيما جليلا وحسن العقيدة فيه إلى أن مات – رحمه الله – في سنة 1204، ودفن بخانقاه الواقع بقصبة ميلابور من مضافات مدراس.

.الشيخ الفاضل المفيد القاضي المفتي: محمد سعد الله المراد آبادي:

رحمه الله – لم أره ولكن كان بيننا وبينه الكتابة والخط أهدى إلينا رسائل من مؤلفاته وأتحفت إليه كتبا من مصنفاتي فاستحسنها كثيرا وأثنى عليه ثناء كبيرا وطلبت من ترجمته فكتب إلينا ما تعريبه:
ولدت بمراد آباد في سنة 1219، تاريخه: ظهور حق وأيضا بيدار بخت اكتسبت في زمن الصبا الكتب الفارسية من معلمي المكاتب ورحلت إلى رامفور ونجيب آباد مراهقا وقرأت مختصرات الصرف والنحو عند المولوي: عبد الرحمن القهستاني – تلميذ بحر العلوم الملا: عبد العلي اللكنوي – وفي سنة 1239 وصلت إلى دهلي وحضرت في مجالس الوعظ للشاه: عبد العزيز وغيره من أكابر البلدة وكان يحلل الغوامض المستفسرة عنها بالإرشادات اللسانية وحصلت بعض الكتب الدرسية من المولوي: محمد حياة اللاري الفنجاني وأخوند شير محمد خان الفاضل والمفتي الكامل: محمد صدر الدين خان.
ثم رحلت في سنة 1243 إلى بلدة لكهنؤ وأكملت التحصيل في خدمة المولوي: محمد أشرف والمولوي: محمد ظهور الله والمولوي: محمد إسماعيل المراد آبادي والمولوي: حسن علي المحدث وأقمت هناك مدة اثنتين وعشرين سنة وسافرت في سنة... إلى الحرمين الشريفين ورجعت إلى لكهنؤ وبعدما انقلبت سلطنة أود وتسلطت عليها النصارى جئت إلى رامفور قبل الفساد الواقع في مملكة الهند وأنا نزيلها إلى يومنا هذا.
ومن مؤلفاته: القول المأنوس في صفات القاموس وميزان الأفكار شرح معيار الأشعار ونوادر الوصول في شرح الفصول وحاشية شرح السلم لحمد الله وحاشية شرح الجغميني وزاد اللبيب إلى دار الحبيب ومحصل العروض مع شرحها... إلى غير ذلك مما لم يتم. انتهى. بلفظه الشريف.
وقد طلبته لقضاء بلدة بهوبال المحمية وأراد الرحلة إليها لكن سبق القضاء فتوفي – رحمه الله – في سنة 1293 الهجرية.
وطلبت منه تراجم علماء بلدة رامفور فكتب شيئا منها وذكر منهم:
المولوي: محمد حسن السهالوي اللكنوي وكتب أنه كان من أشهر علماء هذه البلدة جاء في عهد نواب فيض الله خان إلى رامفور وأقام بالمحلة المعروفة: بالمدرسة وله أولاد.
والمولوي: محمد إسحاق.
والمولوي: موسى.
والمولوي: عبد الله وهؤلاء الثلاثة هاهنا ورأيت له ولدين بلكنؤ وهما: المولوي غلام يحيى والمولوي غلام زكريا.
ومن مؤلفاته: شرح السلم والمسلم والحواشي: على الزواهد وعلى شرح هداية الحكمة والشمس البازغة ومعارج العلوم وغيرها وهي معروفة.
ومن أرشد تلاميذه: المولوي: محمد مبين اللكنوي والمولوي: عماد الدين اللبكني مات – رحمه الله – في رامفور ودفن بمقبرة نواب محمد علي خان والد نواب أحمد علي خان تشرفت بزيارته حيا.
ومنهم: الملا عبد العلي بحر العلوم قدم برامفور في زمن نواب فيض الله خان وتقررت له وظيفة مائة ربية في كل شهر ثم سافر بعد سنة إلى مدراس وعظم قدومه نواب محمد علي خان والي صوبة أركات له من التأليفات: الحواشي والتعليقات والشروح على أكثر الكتب الدرسية وكان شديد البغض لمذهب الرفض مات بمدراس – رحمه الله-.
وكان حينئذ برامفور الملا: عمران والد المولوي: خليل الرحمن – صاحب حاشية الدوار على الدائر – والمولوي: رستم علي والمولوي: غلام بني الشاهجهانفوري ولهما: حواش على رسالة مير زاهد والمولوي: محمد جيلاني – صاحب جنكنامه – وهؤلاء كلهم تتلمذوا على بحر العلوم.
ثم اشتهر الملا: أحمد الولايتي – تلميذ المولوي: بركت – في العلوم الدرسية والفلسفية اشتهارا وإليه تنتهي سلسلة علماء هذه البلدة وكان المفتي: شرف الدين ختنا له تتلمذ على أحمد جماعة من أهل العلم منهم:
المولوي: رستم علي والمولوي: هدايت علي وغيرهما.
ومن أكابر علماء هذه البلدة:
المولوي: سلام الله من أولاد الشيخ: عبد الحق الدهلوي كان جامعا للمعقول والمنقول عارفا بالحديث مشهورا به له: الكمالين حاشية الجلالين والمحلى شرح الموطأ وترجمة صحيح البخاري بالفارسي وترجمة الشمائل للترمذي أيضا ولد له المولوي: نور الإسلام وبرع في العلوم العقلية والنقلية – لا سيما علم الرياضي.
ومنهم: السيد المولوي: حيدر علي جاء في صغر السن وتتلمذ على المولوي: عبد الرحمن القهستاني الدكني أولا وعلى المولوي: محمد جيلاني ثانيا وكمل التحصيل وتزوج بابنته واختص بختانته وكان بارعا في علم الطب له يد طولى في ذلك خرج في آخر عهد نواب أحمد علي خان إلى طونك وارتفع بها شأنه وقدرته ومات هناك.
قلت: له تقريظ على رسالتنا المسماة: بكلمة الحق في رد علم المولد وكان من أحباب والدنا المرحوم وكان بيننا وبينه الخط والكتابة وكان قصير القامة نحيف البدن ومن مؤلفاته: صيانة الأناس عن وسوسة الخناس بالهندية ورسالة في: إثبات رفع اليدين في المواضع الأربعة من الصلاة حررها ردا على المولوي: محبوب علي الدهلوي بالفارسية وكان يدرس ويطبب وينفع الناس. انتهى. قولي.
وأما الموالي الآخرون الذي اجتمعوا في رامفور وهم: الملا: محمود الولايتي والملا: كمال – والد المولوي: جلال الدين – والملا: عبد اللطيف الفقيه والملا: نسيم المنطقي والملا: جمال الصيرفي والملا: عبد الرحيم والملا: عبد الله البكلوي والملا: غفران المعروف: بروايت كش والمولوي: محمد حياة والمولوي: محمد علي – ابن أخت زوجة المفتي: محمد شرف الدين – والمولوي: إسحاق – ولد الملا: أحمد المذكور-... إلى غير ذلك فلم تبق منهم آثار التأليف وكان الملا: عياض – تلميذ المفتي: محمد شرف الدين – رجلا بحاثا يباحث ويناظر كل واحد له كتاب: دستور المنتهى في الصرف ألفه في مقابلة دستور المبتدي واختار لفظ الشك والفك مكان السؤال والجواب واصطلح عليهما فيه.
ومن مؤلفات المفتي: شرف الدين: كتاب سراج الميزان في المنطق.
وشرح السلم إلى مقام لا يحد ولا يتصور وبعض الفتاوى الفقهية.
قلت: وكان شرا في الدين لا شرف الدين كما سماه بذلك سيدي الوالد – قدس سره-.
وكان أبعد خلق الله من السنة مع حفظ الحواشي والشروح الكثيرات للكتب الدرسية المتداولة منتصرا للبدعة رادا على أهل الحق بخرافاته محبا للدنيا – عفا الله عنه ما جناه.
وأما علماء هذا العهد فمنهم:
المولوي: عبد الحق بن المولوي: فضل حق والفاضل المولوي: حيدر علي الفيض آبادي – صاحب منتهى الكلام – والمولوي: سديد الدين خان – ولد المولوي: رشيد الدين خان الدهلوي – والمولوي: عبد العلي المنطقي والمولوي: حسن شاه المحدث والمولوي: محمود عالم والمولوي الحافظ: لطف الله – ولدنا-. انتهى. كلام المفتي: محمد سعد الله – رحمه الله – مع زيادة يسيرة عليه.
وقد لاقيت الأول والثاني من هؤلاء الجماعة ببلدة بدهلي وتأتي إلينا خطوطهم.
وممن يعد في العلماء ببلدة رامفور: إرشاد حسين ولكنه ليس برشيد ولا مرشد بل رجل متصوف متفلسف مقلد وأي مقلد – والمهدي من هداه الله-.
والمولوي: لطف الله – ولد المولوي المفتي: محمد سعد الله – جاء إلى بهوبال وصار ملازما بالرياسة وجدته عالما صالحا ذا متانة وتقاوة على قدم أبيه المرحوم ولما توفي والده ترك التعلق ورحل إلى رامفور وصار هناك قائمقام أبيه – لطف الله به وأحسن إليه – وقد أعاننا على بعض الكتب المطلوبة لنا بالاستعارة – جزاه الله خيرا.

.الشيخ: عبد الغني بن أبي سعيد العمري.

نزيل المدينة المنورة حالا ولد في شعبان سنة 1235 بدهلي – دار ملك الهند – حفظ القرآن واقتنى الفقه على مذهب النعمان وحصلت له الإجازة من علماء الهند والحجاز فاشتغل بدرس الحديث ورواية الأثر ببلدته وألف ذيلا على سنن ابن ماجة سماه: إنجاح الحاجة وقد طبع على هامشها بدهلي وله غير ذلك من المؤلفات.
ثم لما وقعت الفتنة في الهند وتسلط العلوج على دهلي توجه في رهطه إلى أرض العرب فقدم مكة المكرمة أولا ورحل إلى المدينة المنورة ثانيا وهو اليوم نزيلها مواظب على ما عوده من الوظائف رأيته بدهلي مرارا ثم لقيته بالطيبة الطابة آخرا في سنة 1285 – سلمه الله تعالى.
ومشائخه الذين أخذ منهم العلم وانتفع بهم جمع أجلة منهم:
والده: الشيخ أبو سعيد قرأ عليه كتاب الموطأ لمحمد بن حسن الشيباني وأخذ منه طريقة الصوفية وصار مجازا بها وبسائر ما وصل إليه من أشياخه وصحبه في حجته وحصلت له دعوة بركته.
ومنهم: الشيخ مخصوص الله بن مولانا رفيع الدين الدهلوي قرأ عليه كتاب المشكاة للخطيب التبريزي وكان مقريا في دروس عمه الشيخ: عبد العزيز بعد ما توفي أبوه رأيته بمنزله في دهلي ووجدت فيه عصبية على بعض الفقهاء الحنفية وكان موصوفا بالصلاح مات في سنة 1273.
ومنهم: الشيخ أبو سليمان: إسحاق – ابن بنت الشيخ عبد العزيز – وأخذ من جده المذكور وجلس بعده مجلسه وكان معروفا بالزهد والصلاح وله مؤلفات بالفارسية يتعاطاها عوام أهل الهند هاجر إلى مكة المكرمة وأقام بها سنين ثم توفي بها عام 1262.
ومنهم: الشيخ محمد عابد السندي الأنصاري نزيل المدينة المنورة قرأ عليه بعض صحيح البخاري وأجاره بباقيه وكتب له الإجازة العامة برواية الكتب السنة التي أوردها في كتابه: حصر الشارد.
ومنهم: الشيخ أبو زاهد إسماعيل بن إدريس الرومي ثم المدني أجازه كذلك إجازة عامة مكاتبة – والله أعلم بالصواب – ثم توفي – رحمه الله – سنة 1296، بالمدينة المنورة.